نيكولا تسلا

0

 

وُلِد نيكولا تسلا في 10 تموز/ يوليو 1856 كواحد من خمسة أطفال. حفزت والدة تسلا اهتمامه في مجال الاختراعات الكهربائية، فقد كانت تعمل على الأجهزة المنزلية الصغيرة في وقت فراغها، والد تسلا كان كاهنًا أرثوذكسيًا صربيًا وكاتبًا، حاول دفع ابنه للانضمام إلى جماعة الكهنة.

استهل نيكولا تِسلا مسيرته التعليمية في سن مبكرة في مدينة (سميلجان) الكرواتية، المدينة التي أضحت فيما بعد جزءًا من الإمبراطورية النمساوية المجرية، وقد أبدى منذُ نعومة أظافره خيالًا وإبداعًا لافتين ذلك بالإضافة إلى موهبته في الشعر.

 قضى تِسلا المرحلة ما قبل الجامعية في مدرسة Realschule Karlsdadt التي أُعيدت تسميتها لاحقًا لتصبح Johann-Rudolph-Glauber Realschule Karlstadt. بعد إنهاء دراسته هناك عزم على ممارسة الهندسة وتحقيقًا لهذه الرغبة التحق تِسلا بالجامعة التقنية في مدينة (غراتس) في النِمسا، حيث درس الرياضيات والفيزياء وتحول بعدها إلى جامعة براغ حيث درس الفلسفة.

ولكن اهتمام نيكولا كمن بشكل مباشر في العلوم، بعد دراسته في ريالشول، كارلستادت، ومعهد البوليتكنيك في غراتس، النمسا، وجامعة براغ خلال سبعينيات القرن التاسع عشر، انتقل تسلا إلى بودابست، حيثُ عمل لفترةٍ طويلة في مكتب البرق المركزي، وهنالك أتت إليه فكرة المحرك بالحث! بعد عدة سنوات من محاولة كسب الاهتمام باختراعاته، قرر تسلا في سن 28 مغادرة أوروبا إلى أمريكا.

 أما عن حياة نيكولا تسلا الشخصية

لم يتزوج تسلا أبدًا، ولم يكن لديه أي أطفال! أما من حيث ديانة نيكولا تسلا ومعتقداته وطائفته الأصلية ، فقد وُلِد لعائلة مسيحية من الروم الأرثوذكس.

_وصل تسلا في عام 1884 إلى الولايات المتحدة وليس معه أكثر من حقيبة ملابس ورسالة تعريف كتبها للمخترع الشهير ورجل الأعمال توماس إديسون، الذي كانت أعماله الكهربائية القائمة على التيار المستمر قد أصبحت منتشرة في البلاد.

وظَّف إديسون تسلا، وعمل الرجلان بلا كلل مع بعضهما البعض مما أدى للتحسينات على اختراعات إديسون ومع ذلك وبعد عدة أشهر افترق الاثنان بسبب العلاقة التجارية العلمية المتضاربة، والتي نسبها المؤرخون إلى الاختلاف الشاسع في شخصياتهما، ففي حين أن إديسون شخصية سلطوية ركزت على التسويق والنجاح المالي، كان تسلا خارج السباق التجاري ومهتمًا بالجانب العلمي البحت.

بعد افتراق طريقهما، تلقى تسلا في عام 1885 تمويلًا لبدء شركة تسلا الكهربائية، و كُّلِف من قِبل مستثمريه بتطوير تحسين الإضاءة بالقوس الكهربائي.

بعد إتمام ذلك بنجاح، أُجبِر تسلا على الخروج من المشروع، فتوجب عليه العمل بالأعمال اليدوية من أجل كسب قوت يومه! تغير حظ تسلا في عام 1887، عندما حظي باهتمام في نظام تياره الكهربائي المتناوب وتلقى التمويل لشركه تسلا الكهربائية الجديدة. بحلول نهاية العام، قدم تسلا العديد من براءات الاختراع لاختراعات ناجحة قائمة على التيار المتناوب!


استحوذ نظام تسلا المتناوب في نهاية المطاف على اهتمام المهندس الأمريكي ورجل الأعمال جورج ويستنغهاوس، الذي كان يسعى إلى إيجاد حل لتزويد البلاد بطاقة بعيدة المدى. كان على قناعة أن اختراعات تسلا ستساعده في تحقيق ذلك، فاشترى في عام 1888 براءات اختراعه بمبلغ 60 ألف دولار وأسهم في شركة ويستنغهاوس.


ومع زيادة الاهتمام في نظام التيار المتناوب وضع تسلا وستنغهاوس في منافسة مباشرة مع توماس إديسون، الذي كان يعتزم بيع نظامه للدولة، و سرعان ما شن إديسون حملة صحفية للذم بمنافسه في محاولة لتقويض الاهتمام بقوة التيار المتناوب. واصل تسلا عمله خلال تلك الفترة وأنجز العديد من الاختراعات، بما في ذلك "ملف تسلا" الذي وضع الأساس للتكنولوجيات اللاسلكية المستمر استخدمها في تكنولوجيا الراديو حتى اليوم.


لسوء حظ توماس إديسون، تم اختيار شركة وستنغهاوس لتتكفل بإضاءة المعرض الكولومبي العالمي في شيكاغو عام 1893، وأجرى تسلا عروض وشروحات لنظامه هناك، وأضاف التقارير الإعلامية، حينها اشتاط إديسون غضبًا وأخذ يروج الشائعات حول عدم سلامة طريقة تسلا، إلا أن تسلا لم ييأس أمام هذه الاتهامات وعندما جاءته الفرصة عام 1893، بإمداد المعرض العالمى الضخم فى شيكاغو بالكهرباء، قرر أن يبهر الحضور بإضاءة كل أرجاء المعرض، وبعد أن نجح فى تلك المهمة، قال الزوار إنهم لم يروا شيئًا كهذا فى حياتهم! وكانت تلك نهاية الحرب بين إديسون وتسلا بانتصار الأخير، واليوم يعرف هذا الصراع باسم (حرب التيارات)".


بعد عامين، وفي عام 1895، صمم تسلا ما كان من بين أول محطات توليد الطاقة الكهرومائية في الولايات المتحدة في شلالات نياجارا، والذي اُستخدم لتشغيل مدينة بافالو، ونيويورك في العام التالي، وهو إنجاز حقق انتشارًا كبيرًا في جميع أنحاء العالم! وبسبب النجاحات المتكررة والانتشار المواتِ، سيصبح النظام المتناوب للتيار الكهربائي نظام الطاقة السائد في القرن العشرين وحتى الآن! 


إضافةً إلى نظام التيار المتناوب وملف تسلا، طوال حياته المهنية اكتشف تسلا وصمم وطوَّر أفكارًا لعديد من الاختراعات الهامة الأخرى، معظمها حصل على براءة اختراع رسمية لكن من قِبل مخترعين آخرين. منها: الدينامو، ومحرك الحث، كما كان رائدًا في اكتشاف تكنولوجيا الرادار، وتكنولوجيا الأشعة السينية، وجهاز التحكم عن بعد، واكتشف الحقل المغناطيسي الدوار.


بدأ نيكولا عام 1900 العمل على مشروعهِ الأكثر جرأةً حتى الآن

بعد أن أصبح هاجسه البث اللاسلكي للطاقة  بدأ بناء نظام اتصالات لاسلكية عالمي ينتقل عبر أبراج كهربائية كبيرة لتبادل المعلومات وتوفير الكهرباء مجانًا في جميع أنحاء العالم! بتمويل من مجموعة من المستثمرين من بينهم الثري ج. ب مورغان. في عام 1901 بدأ تسلا العمل على المشروع بجدية وتصميم فبنى مختبرًا بمحطة توليد، وبرجًا ناقلًا ضخمًا في موقع في لونغ آيلاند، نيويورك، وهو ما صار يعرف باسم واردنكليف.


غير أنه عندما بدأت الشكوك بين مستثمريه حول معقولية نظام تسلا ومنافسه غولييلمو ماركوني-بدعم مالي من أندرو كارنيجي وتوماس إديسون – واصل تحقيق تقدم كبير في مجال تقنيات الراديو الخاصة به، لكن لم يكن أمام تسلا خيار سوى التخلي عن المشروع، وقد تم تسريح الموظفين من واردنكليف في عام 1906 وبحلول عام 1915 استثمر الموقع في أمرٍ آخر، وبعد عامين أعلن تسلا إفلاسه وفكك البرج وباعه خردة ليقوم بسداد الديون المستحقة عليه.

واخترع عام 1893 "مزلزل تسلا" ذاك الاختراع الذى يحاكى الزلازل الطبيعية، لكن بعد تجربته ونجاحه فى هز الغرفة وكل ما فيها قام بتحطيم الجهاز.

لتسلا عددٌ من الكتبِ والمقالاتِ للمجلات والمحكمات العلمية، من ضمن هذه المؤلفات كتاب "اختراعاتي"، كتاب سيرة ذاتية عن نيكولا تسلا والذي تم جمعه وتحريره من قِبل بِن جونسو، كتاب آخر وهو "اختراعات عظيمة لنيكولا تسلا" والذي جمعه وقام بتحريره دايفيد هاتشر تشايلدرس، وأوراق تسلا.


العديد من مؤلفات تسلا متوفرة بالمجّان أونلاين بما في ذلك مقالة " مشكلة زيادة الطاقة البشرية" والمنشورة في مجلة القرن لعام 1900، ومقالة "تجارب بتيارات بديلة للطاقة والتردد العالي" والتي نُشرِت في كتاب اختراعات وأبحاث ومؤلفات نيكولا تسلا.

وهناك العديد من الأماكن التي سُميت باسمه مثل

-مطار نيكولا تسلا في بلجراد.

-متحف نيكولا تسلا في بلجراد.

-مصنع TPP(نيكولا تسلا) أكبر مصنع في صربيا.

-تمت تسمية 128 شارعاً على اسم نيكولا تسلا تكريمًا له في كرواتيا.

-تم تسمية حفرة انهدامية بطول 26 كيلومترًا على سطح القمر باسم نيكولا تسلا. 

-مدارس نيكولا تسلا للعلوم والتكنولوجيا والهندسة والتي تأسست سنة 2012 في ريدموند واشنطون والتي سُمّيت بناءً علي تصويت من الطلبة.

ومن أهم اختراعات تسلا: 

1-ملف تسلا.

2-جهاز الإرسال المكبر.

3-توربين تِسلا Tesla Turbine.

4-الصورة الشُعاعِيَّةShadowgraph.

5- الراديو.

6-مصباح النيون

لم يخترع تِسلا مصابيح الفلورسنت أو النيون، لكنه ساهم في تحسين كلا الاختراعين. أخذ الأضواء وصنع أول لافتة من أضواء النيون، وخلال معرض شيكاغو العالمي عام 1893، أظهر إشارات نيون ضوئية وكيف يمكن عمل تصميمات فريدة من خلالها وحتى تشكيل الكلمات بواسطتها.

7-محولات شلالات نياجرا.

8-المحرك الحثي The Induction Moto.

9-القارب ذو التحكم اللاسلكي.

10-التيار المتناوب ويعتبر هو اعظم اختراعات تسلا.


بين عامي 1933 و1943

 أقام تِسلا داخل جناحٍ خاص في فندق New Yorker (يشمل الجناح الغرف رقم 3327 و3328) وكان نادرًا ما يستقبل زوارًا هناك، كما وضع نظامًا غذائيًا نباتيًا صارمًا وقد أشرف طاهي الفندق بشكل شخصي على إعداد الوجبات له!

يبدو أن تِسلا في تلك الفترة كان مهوسًا بالرقم ثلاثة كما أُصيب بنوع من الرهاب المعروف بالميسوفوبيا (رهاب الجراثيم) ما دعاه لغسل يديه وجسده مرارًاوتكرارًا بقلق شديد! ويُذكر أنه عندما سُمح لموظفي الفندق بدخول غرفته، طُلب منهم البقاء على بعد ثلاثة أقدام منه على الأقل!

بعد أن عانى من انهيار عصبي، عاد تسلا في نهاية المطاف إلى العمل، كمستشار بدايةً، ومع مرور الوقت أصبحت أفكاره أكثر غرابةً وليست عملية تدريجيًا، كما صار يميل لكونه غريب أطوار وكرس الكثير من وقته لرعاية الحمام البري في حدائق مدينة نيويورك، حتى أنه لفت انتباه مكتب التحقيقات الفدرالي بحديثه عن بناء "شعاع موت" قوي، الأمر الذي تلقى بعض الاهتمام من الاتحاد السوفياتي خلال الحرب العالمية الثانية.

في الثامن من يناير عام 1943

عُثر على جثة تِسلا داخل غرفته في الفندق، ليُكتشف لاحقًا أنه توفي في حوالي الساعة 10:45 مساءً يوم 7 يناير 1943، وسرعان ما حدد الطبيب سبب الوفاة كنتيجة لتجلط في الشريان التاجي، الأمر الذي ينجم عادةً عن تراكم الكوليسترول والدهون في جدران الأوعية الدموية، وهو الأمر الذي تعود أسبابه إلى التدخين وارتفاع ضغط الدم، ونمط الحياة غير المستقر بشكل عام.


غير أن هذه ليست القصة الكاملة، فقد تعرض تِسلا أيضًا لحادث خطير قبل سنوات قليلة من وفاته ربما يكون قد ساهم في موته، ففي خريف عام 1937، غادر تِسلا فندقه في رحلة إلى الكاتدرائية والمكتبة المحلية لتصدمه سيارة أجرة أثناء عبوره الشارع وتلقيه أرضًا.

تسبب هذا الحادث بإصابة بليغة في ظهره وكسر عدة ضلوع، إلا أنه لم يستشر الطبيب قط، وعالج إصاباته بنفسه!

كان نيكولا تسلا فقيرًا ووحيدًا عندما توفي بانسداد شرايين القلب في 7 كانون الثاني/ يناير 1943 في مدينة نيويورك وهو يناهز السادسة والثمانين، حيث عاش فيها ما يقرب من 60 عامًا، إلا أن إرث أعماله ما يزال يعيش حتى يومنا هذا.

المصادر

https://dkhlak.com/teslas-most-important-inventions/

https://ar.m.wikipedia.org/wiki/%D9%86%D9%8A%D9%83%D9%88%D9%84%D8%A7_%D8%AA%D8%B3%D9%84%D8%A7

https://www.arageek.com/bio/nikola-tesla

https://m.youm7.com/story/2020/1/2/%D9%86%D9%8A%D9%83%D9%88%D9%84%D8%A7-%D8%AA%D8%B3%D9%84%D8%A7-%D8%AA%D8%B9%D8%B1%D9%81-%D8%B9%D9%84%D9%89-%D8%BA%D9%85%D9%88%D8%B6-%D8%A7%D9%84%D9%84%D8%AD%D8%B8%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%AE%D9%8A%D8%B1%D8%A9-%D9%81%D9%89-%D8%AD%D9%8A%D8%A7%D8%A9-%D8%A3%D8%AE%D8%B7%D8%B1/4570753

لا يوجد تعليقات

أضف تعليق