القلق النفسي

0

القلق النفسي 

 من الطبيعي أن يشعُر الشخص بالقلق في بعض الأحيان كقلق الطالب قبل دخول الامتحان، وقلق الشخص من أن يصيبه مرض ما، ولكن القلق المرضي هو الشعور الدائم بالخوف إلى الحد الذي لا يعطي للشخص أي نتائج إيجابية على الإطلاق ولكن بدلًا من ذلك هو يعيقه بشكل كبير عن أدائه لوظائفه ويكبله عن القيام بمهامه.

فالقلق النفسي هو اضطراب ناتج عن تحول القلق الطبيعي بطريقة تدريجية إلى حدوث مراحل متطورة من القلق الذي يجعل الإنسان في حالة رعب وخوف شديدين، وحالة من الاهتزاز بدون فائدة، وفي هذه الحالة نكون بصدد وجود حالة القلق النفسي.

أسباب وعوامل خطر القلق

كما هو الحال في معظم الاضطرابات النفسية، من غير الواضح تماما ما هو المُسبب لاضطراب القلق، يعتقد الباحثون بأن مواد كيميائية طبيعية في الدماغ تسمى الناقلات العصبية مثل: السيروتونين (Serotonin) والنورأدرينالين (Noradrenaline) تؤثر في حصول هذه الاضطرابات.

أسباب الإصابة بالقلق

يمكن الافتراض بأن لهذه المشكلة مجموعة متنوعة من الأسباب، تشمل الحالات الآتية

اضطراب الهلع.

اضطراب القلق المتعتم.

اضطراب الرهاب.

اضطراب التوتر.

الإصابة ببعض الأمراض مثل السكري وأمراض القلب.

عوامل خطر الإصابة بالقلق:-

ثمة عوامل يمكنها أن تُزيد من خطر الإصابة باضطراب القلق المتعمم، وهي تشمل:

1. الطفولة القاسية

الأطفال الذين عانوا من صعوبات أو ضائقة في طفولتهم بما فيها كونهم شهودًا على أحداث صادمة مثل الإصابة بأمراض خطيرة مثل السرطان قد يصابون بنوبة من القلق، التخوف من المستقبل وما يحمله مثل العلاجات والحالة الاقتصادية.

2. التوتر النفسي

إن تراكم التوتر النفسي نتيجة لحالات مُوتِرة وضاغطة في الحياة قد يُولّد شعورًا بالقلق الحاد، المرض الذي يستدعي التغيب عن العمل مما يسبب إلى خسارة في الأجر والمدخول من شأنه أن يسبب توترًا نفسيًا وبالتالي اضطراب القلق المتعمم. 

3. الشخصية

الأشخاص الذين يتمتعون بمزايا شخصية معينة قد يكونون أكثر عرضة للإصابة باضطراب القلق والأشخاص ذوو الاحتياجات النفسية غير المتوفرة كما يجب، مثل الارتباط بعلاقة عاطفية غير مُرضِية، قد يشعرون بعدم الأمان مما يجعلهم أكثر عرضة للإصابة باضطراب القلق.

4. العوامل الوراثية

وجود تاريخ عائلي وراثيّ لاضطراب القلق المتعمم يجعله ينتقل وراثيًا من جيل إلى آخر.

مضاعفات القلق

إن اضطراب القلق يسبب للمصاب به أكثر من مجرد الشعور بالقلق، فهو قد يسبب له أو يُفاقم لديه أمراضًا صعبة وخطيرة، ويمكن أن يكون من بينها: 

_اللجوء إلي استعمال مواد مسببه للإدمان

- أرق وإحساس بالاكتئاب.

- اضطرابات هضميّة أو معويّة.

- صداع.

- صرير الأسنان.

الأعراض

تشمَل العلامات والأعراض الشائعة للقلق ما يلي:-

-الشعور بالعصبيَّة أو القلق أو التوتُّر

الشعور بالخطر الوَشيك أو الذُّعر أو التَّشاؤم.

-الإصابة بزيادة مُعدَّل ضربات القلب

-زيادة مُعدَّل التنفُّس (فرط التهوية)

-التعرُّق

-الارتِجاف

-الشعور بالضَّعف أو التَّعب

-التركيز على الصُّعوبات أو التفكير في أيِّ أمرٍ بِخلاف القلق الحالي.

-الإصابة بصعوبة في النوم

-التعرُّض لمشكلات مَعِدية مَعوية (GI)

-مُواجهة صعوبة في السَّيطرة على القلق

-وجود الحافِز للتخلُّص من الأشياء التي تتسبَّب في القلق

تُوجَد عدَّة أنواع من اضطرابات القلق وهي

رُهاب المَيادين وهو نوع من اضطرابات القلق التي تشعُر فيها بالخوف وتتجنَّب غالبًا التواجُد في أماكن أو مواقف قد تتسبَّب في وجود الهلَع وتجعلك تشعُر بالاحتِباس أو العجْز أو الإحراج.

يشمل اضطراب القلَق بسبب مشكلة طبية وجود أعراض القلق أو الذُّعر المُفرِط ، والذي ينتُج مُباشرة عن مشكلة صحية جسدية.

-يشمل اضطراب القلق العام القلق المُستمرِّ والمُفرِط والقلق من الأنشطة أو الأحداث وحتى المشكلات العادية والرُّوتينية، ومن الصَّعب السَّيطرة على القلق غير المُتناسِب مع الموقِف الفِعلي، ويؤثِّر على كيفية شعورك جسديًّا، وكثيرًا ما يحدُث ذلك بالتزامُن مع الاكتئاب أو اضطرابات القلق الأخرى.

يشمل اضطراب الهلَع نَوباتٍ مُتكرِّرة من الشعور المُفاجئ بالقلَق والخوف الشديدَين أو الذُّعر الذي يصِل ذُروتَه في غضون دقائق (نوبات الهلع). قد تشعُر بهلاكٍ مُحدِق أو ضِيقٍ في النفُّس أو ألَمٍ في الصَّدر أو سُرعةٍ أو رفرفة أو خَفَقان القلب (الخَفَقان)، ربَّما تؤدِّي نوبات الهلَع هذه إلى وجود القلق بشأن حدوث هذه الأمور مرَّةً أخرى أو تجنُّب المواقف التي حدثتْ فيها.

الخَرَس الانتقائي هو عدَم قُدرة الأطفال على التحدُّث بصورةٍ مُتَّسِقة في مواقِف مُعيَّنة، مثل وجودِهم في المدرسة، حتى وإن كان بإمكانهم التحدُّث في مواقِف أُخرى مثل أثناء وجودهم بالمنزِل مع أفراد الأسرة المُقرَّبين، يُمكِن أن يتعارَض ذلك مع القيام بالمَهامِّ في المدرسة والعمل والتفاعُل الاجتماعي.

اضطراب قلق الانفصال هو اضطراب في الطفولة يتميَّز بوجود قلقٍ مُفرِط لمُستوى نموِّ الطفل ويتعلَّق بالانفِصال عن الوالِدَين أو الآخَرين مِمَّن يتمتَّعون بأدوارٍ أبوية.

اضطراب القلق الاجتِماعي (الرُّهاب الاجتماعي)، ويشمَل مستوياتٍ عاليةً من القلق والخوف وتجنُّب المواقف الاجتماعية بسبب الشعور بالإحراج والوَعي الذَّاتي والقلق من أن يُصدِر الآخرون حُكمًا عليهم أو ينظروا إليهم بشكلٍ سَلبي.

الرُّهاب المُحدَّد يتميَّز بوجود قلقٍ شديد عندما تتعرَّض لجسمٍ أو موقفٍ مُحدَّدٍ وترغَب في تجنُّبه، يتسبَّب الخوف المرَضي في وجود نَوبات هلَعٍ لدى بعض الأشخاص.

اضطراب القلق الناتِج عن المواد يتميَّز بوجود أعراض القلق أو الذُّعر الشديد والذي ينتُج مُباشرة عن إساءة استِعمال المُخدِّرات أو تناوُل الأدوية أو التعرُّض لمادَّةٍ سامَّة أو التوقُّف عن تناوُل الأدوية.

اضطراب القلق المُحدَّد واضطراب القلب غير المُحدَّد، الأخرى هُما مُصطلَحان للقلق أو الرُّهاب اللَّذين لا يَستوفِيان معايير مُحدَّدة لأيَّةِ اضطرابات قلقٍ أخرى، ولكنَّهما شَديدان بقدْرٍ كافٍ يجعلُك تشعُر بالكَمَد والانزِعاج.

متى تزور الطبيب؟

يُرجى الرجوع إلى الطبيب في الحالات التالية

-الشعور بالقلق المفرط مما يؤثر سلبًا في عملك أو علاقاتك أو أي جوانب أخرى من حياتك.

-انزعاجك من الشعور بالخوف أو التوتر أو القلق وصعوبة السيطرة عليه.

-الشعور بالاكتئاب أو وجود مشكلة بتناول الكحول أو تعاطي المخدرات أو وجود مشكلات أخرى بالصحة النفسية مرتبطة بالقلق.

-الاعتقاد في ارتباط القلق بمشكلة صحية بدنية.

- تساورك أفكار أو سلوكيات انتحارية — إن كان الأمر كذلك، فيجب عليك طلب العلاج الطارئ على الفور.

قد لا تختفي مخاوفك من تلقاء نفسها، ومن الممكن أن تسوء إن لم تطلب المساعدة، زر الطبيب أو مقدم رعاية الصحة النفسية، قبل أن يسوء قلقك، من السهل العلاج، إن حصلت على المساعدة الأدوية:-

العلاج النفسي

يتضمن العلاج النفسي ،المعروف أيضًا بالعلاج بالتحدث أو الاستشارة النفسية، العمل مع معالج لتقليل أعراض القلق لديك، يمكن أن يكون هذا علاجًا فعالًا للقلق.

يُعد العلاج السلوكي الإدراكي (CBT) أحد أشكال العلاج النفسي الأكثر فعالية لاضطرابات القلق، وبشكل عام يركز العلاج السلوكي الإدراكي قصير الأجل، على تعليم مهارات محددة لتحسين الأعراض والرجوع تدريجيًا إلى الأنشطة التي يتجنبها المريض بسبب القلق.

يتضمن العلاج السلوكي الإدراكي العلاج بالتعرض، وفيه تقوم بمواجهة الشيء أو الموقف الذي يثير قلقك تدريجيًا وبذلك تبني ثقة تمكنك من التعامل مع الموقف وأعراض القلق.

الأدوية

أنواع مختلفة من الأدوية تستخدم للمساعدة على إراحة الأعراض بناء على نوع اضطراب القلق الذي لديك وما إذا كنت أيضًا مصاب بمشاكل صحة عقلية أو بدنية أخرى، على سبيل المثال:

أنواع معينة من مضادات الاكتئاب تستخدم أيضًا لعلاج اضطرابات القلق.

قد يتم وصف أدوية مضادة للقلق تدعى "بسبيرون".

في حالات محدودة قد يصف طبيبك أنواعًا أخرى من الأدوية مثل المهدئات والتي تدعى بنزوديازيبين أو حاصرات بيتا، هذه الأدوية للراحة على المدى القصير من أعراض القلق وليست مخصصة للاستخدام على المدى الطويل.

تحدث مع طبيبك بشأن فوائد الأدوية والمخاطر والآثار الجانبية المحتملة لها.

لا يوجد تعليقات

أضف تعليق