التوحد

0



       الأمراض النفسية و الاضطرابات العصبية بدأت في الانتشار مؤخرًا في عصرنا هذا و هي أمراض خطيرة تؤثر على السلوكيات الاجتماعية بشكل كبير لدى المرضى، و من أخطر هذه الأمراض هو التوحد.
التوحد هو مرض نفسى خطير يصيب الأطفال الصغار و يعرف أيضًا ب(الذاتوية) و تظهر أعراضه خلال ال18 شهر
الأولى من ولادة الطفل ، و يتم التأكد من إصابته خلال ال3 سنوات الأولى ، و هو يسبب مشاكل لغوية و اجتماعية و يؤثر على سلوكيات الطفل بشكل عام.
فهل هو خطير لهذه الدرجة كما يقال عنه أم أنها مبالغة؟ و ما هي أعراضه التي تثبت أن الطفل مصاب به؟  و ما هي أسبابه؟ و هل له علاج؟

خطورة و أعراض مرض التوحد:

      إنه مرض خطير بالفعل و لكن تختلف خطورته من شخص لأخر، و تكمن خطورته في تأثيره على عمل خلايا المخ من تغيير نظام ارتباطها  و مواقع اشتباكها و عملها ، حيث تتغير طريقة معالجة المخ للبيانات و الأمور المحيطة بالطفل مما يؤثر على نمط سلوكياته و تصرفاته مع الآخرين بشكل ملحوظ.

الأعراض الاجتماعية:

     يتصرف الطفل بخوف مع الآخرين و لا يحب اللعب معهم و يفضل اللعب لوحده دائمًا ، و يتجنب محاولة الحديث إليهم و النظر المباشر في أعينهم ، و يتجنب العناق و ينكمش على نفسه ، لا يستجيب عند النداء عليه باسمه ، و تشعر أنه لا يحس بالمشاعر و الأحاسيس مثل الألم ، الحب ، الكره ، الغضب ، الحزن و الفرح.

الأعراض السلوكية و التصرفات:

      لدى الطفل المصاب حساسية مبالغ فيها للأصوات العالية او الضوء او الروائح  و النكهات ، و يتميز بفعل بعض الحركات التكرارية مثل: الدوران ، تمثيل حركة الأجنحة باليدين ، التأرجح ، الإهتزاز.
و يقومون بروتين معين و ينمون طقوس و عادات معينة
، يصرون على الالتزام بها ، و يقاومون التغير في أي شيء بشدة و ينزعجون منه مثل: تغيير مكان الآثاث في المنزل، و هو دائم الحركة لا يحب أن يسكن إلى مكان و يجلس ، فهو يحب الحركة باستمرار.

 

أعراض المهارة اللغوية:

       يـتأخر الطفل المصاب في الكلام بشكل ملحوظ حيث لا يتمكن من نطق الكلام غير "أمى"و"أبى"  و إذا تكلم فيعيد كلامًا قد سمعه قبل قليل و لا ينطق شيئًا من تلقاء نفسه، و يقوم بالتكلم بكلمات لا يعرف كيفية استخدامها و لا معناها  ، يقولها فقط لأنه سمعها كثيرًا، و قد يتوقف عن استخدام جمل و كلمات قد تعود على استخدامها في مواقف معينة.
و يعتمد بشكل كبير على الإيماءات(حركات اليد و الإشارة) حتى إذا نطق فلا تتوافق حركاته مع كلماته، و أحيانًا قد يتكلم بشكل غنائى او مثل الروبوت، و عند الكلام يقوم بعكس الضمائر (بدلًا من أنا يستخدم هو).

أعراض أخرى:

       هناك بعض الأعراض ليست مشتركة بين كل مرضى التوحد لكن هي من آثاره و منها: تظهر قدرات ذهنية فائقة كحفظ الأمور البسيط أو زيادة في حس الإدراك و الانتباه عند المريض، و أيضًا بعض التشوهات الحسية مثل: الاصطدام بالأشياء، و الاستغاثة عند سماع الأصوات العالية.
القيام بسلوكيات غير عادية أثناء تناول الطعام و بعضهم قد يكون لديه بعض المشاكل في الجهاز الهضمى.
و لكن تلك الاعراض غير المشتركة بين كل المرضى ليس مؤكدًا انها من اعراض المرض و إنما قد تكون مواهب فطرية او مشاكل أخرى و هنا
لك شكٌ في ذلك و ليس مؤكدًا.

 

أسباب الإصابة بالمرض:

         ما زالت أسباب المرض مجهولة حتى الآن و لكن يظن العلماء أنه ناتج عن صفات و جينات وراثية ، حيث أن الأب و الأم قد يكونا عندهم بعض المشاكل النفسية البسيطة لكنها تنقل للابن بصورة كبيرة و تزداد بداخله و تنمو حتى يصاب بالتوحد، و لكن مازالت جينات التوحد معقدة لا يتم التعرف عليها، و قد تكون ناتجة عن بعض الطفرات(التغييرات) الجينية في الصفات الوراثية او تفاعلات تلك الجينات المتطرفة مع بعض.
قد تواجه عائلة كبيرة لا يوجد بين أفرادها أشخاص مصابون بالتوحد مع توالى الأجيال ظهور بعض الحالات من هذا المرض بسبب تراكم الصفات الجينية
المسئولة عن التوحد حتى تتكون الصفة الكاملة له و تظهر على الشخص ، و قد تحذف تلك الصفات بعضها فتختفى تمامًا.
و لقد تم تشخيص حالات ذكور أكثر من حالات الإناث بنسبة قد تصل إلى 3
أو4 أضعاف حيث يعتقد أنها حالة ذكورية أساسًا لكن تطرفت إلى الإناث و قد وُضعت نظريات عديدة لتفسير الموضوع لكنها جميعها غير مؤكدة.
و قد تسبب الأمراض التي تصاب بها الأم أثناء الولادة (كالالتهابات) و الأغذية
التي تتناولها على نمو الجهاز العصبى للجنين
،  خاصةً الامراض الالتهابية و أمراض المناعة الذاتية (ضعف في المناعة عند الجهاز المناعى للجسم عند التفريق بين خلاياه و الخلايا الغريبة فيقوم بمهاجمة خلايا جسمه) تساعد على تلف أنسجة الجنين او تدمر الجهاز العصبى أو تزيد من المشاكل الوراثية المتسببة في المرض. 

هناك أسباب أخرى تُحتمل أنها تسبب المرض كالبيئة المحيطة او اللقاحات المستخدمة في  التطعيم و كذلك الأغذية المتناولة من قِبل الطفل و لكن ليست أكيدة كالجينات الوراثية

·        تشخيص و علاج المرض:

        معظم الآباء يقومون بالذهاب مع طفلهم إلى طبيب أطفال لتفقد صحة الطفل و معدل نموه بشكل طبيعي أم لا ، حيث يقوم الطبيب ببعض الاختبارات  و الفحوصات للطفل، ثم يتحدث مع أبويه و يعرف تفاصيل حياته، فإذا استنتج الطبيب أنه مصاب بالتوحد يتم نقل الطفل إلى الطبيب المختص لفحص الطفل و تشخيص المرض و مدى تأثيره على الطفل.
أغلب الآباء لا ينتظرون ملاحظة من الطبيب بل يلاحظون قيام الطفل ببعض التصرفات غير العادية و قد ثبت علميًا
أن الطفل الذى يقوم بأحد  التصرفات الآتية فإنه بنسبة كبيرة مصاب بالتوحد:
انعدام المناغاة ببلوغ 12 شهرًا(كان معتادًا على إصدار أصوات بشكل مستمر ثم توقف فجأة).

عدم وجود أي إشارات (الإشارة أو التلويح) ببلوغ 12 شهرًا.
عدم نطق أي كلمة بعد بلوغ 16 شهرًا
.
عدم نطق عبارات مكونة من كلمتين (عفويًا وليس تقليدًا للآخرين) ببلوغ 24 شهرًا
.
حدوث أي فقدان في اللغة أو المهارات الاجتماعية في أي عمر
.

·        لا يوجد علاج للأسف من هذا المرض و لكن هناك من يتعافون منه، حيث يقوم الطبيب المختص بمحاولة جعل البيئة المحيطة به كأدوات للعلاج و يخبر الأبوين ببعض التصرفات و الأمور للقيام بها مع الطفل حيث تتحسن حالته و يشفى بإذن الله من هذا المرض

 

يجب على جميع الآباء الحرص على صحة أولادهم الجسدية  و النفسية و مراقبتهم جيدًا و إخبار أطباء الأطفال بكل تصرفاته لكى يتكمن الأطباء من معالجة أي مرض و محاولة العلاج  في بدايات المرض حتى تزيد فرصة تحسن أو شفاء الطفل المريض

بقل                                                             

 

 

 

المصادر:

 

.https://ar.m.wikipedia.org/wiki/%D8%AA%D9%88%D8%AD%D8%AF

 

.https://www.webteb.com/child- health/diseases/%D9%85%D8%B1%D8%B6-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%88%D8%AD%D8%AF

 

.https://npistanbul.com/ar/ma-hu-marad-altwhd#:~:text=%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%88%D8%AD%D8%AF%20%3A%20%D9%87%D9%88%20%D8%A7%D8%B6%D8%B7%D8%B1%D8%A7%D8%A8%20%D8%B9%D8%B5%D8%A8%D9%8A%20%D9%86%D9%85%D8%A7%D8%A6%D9%8A,%D8%BA%D9%8A%D8%B1%20%D8%B0%D9%8A%20%D8%B5%D9%84%D8%A9%20%D8%8C%20%D9%88%D8%BA%D9%8A%D8%B1%20%D9%85%D8%B3%D8%AA%D8%AC%D9%8A%D8%A8

لا يوجد تعليقات

أضف تعليق