لويس باستور:
كيميائي وعالم أحياء فرنسي، و يُعتبر مؤسس علم الأحياء الدقيقة المستخدم في الطب حاليًا، و قام باختراع لقاحات وأدوية لأمراض خطيرة أُنقذ بها العديد من الأرواح، وهو من اكتشف أن الكائنات الدقيقة هي المتسببة في الأمراض والتخمر.ولادته و نشأته التعليمية:
وُلد لويس في مدينة دول في فرنسا عام 1822م، كان والده جين جوزيف رقيقًا مرموقًا وحاصلًا على قلب شرف خلال الحرب النابولية.كان لويس طالبًا متوسط الأداء في المرحلة الأولى من مسيرته التعليمية، و كان موهوبًا و بارعاً في الرسم والفن و هو في سن ال15، وتم الاحتفاظ ببعض رسوماته وهو في ذلك السن لاحقًا في متحف معهد باستور في باريس، ثم انتقل هو وعائلته إلى أربويز حيث أكمل تعليمه الإعدادي هناك، ثم انتقل ثانيةً إلى بيسانكون ليكمل تعليمه الثانوي، وحصل على البكالوريوس في الفنون عام 1840م، ودرجة البكالوريوس في العلوم عام 1842م في الكلية الملكية، وفي عام 1847م حصل على الدكتوراة في العلوم وأصبح مدرسًا للعلوم والكيمياء في جامعة ستراسبورغ عام 1848م.
ثم التقى بمارى آن لوران ابنة رئيس الجامعة وتزوجها عام 1849م، وأنجب منها خمسة أطفال؛ مات 3 منهم بسبب مرض التيفويد، وكان ذلك الحدث الأليم من أسباب إصراره على اكتشاف أسباب الأمراض واختراع لقاحات وأدوية لها.
إنجازاته و اكتشافاته العلمية:
تأسيس الكيماء الهيكلية بسببه:
في عام 1849م كان باستور يبحث
عن حل مشكلة حمض الطرطريك (مركب كيميائي موجود في مرسبات تخمر النبيذ)، حيث كان
العلماء يستخدمون الضوء المستقطب بتمريره خلال بلورات الحمض وينتج عن ذلك دوران
الضوء المستقطب، وعندما كان باستور يعمل على ذلك لاحظ وجود مركب آخر وهو حمض
الباراطرطريك والموجود أيضًا مع الحمض السابق في مرسبات تخمر النبيذ، و كان يزعم
العلماء أن ذلك الحمض ليس حمضًا يختلف عن الحمض السابق بل هو نفس الحمض ولديه نفس
التركيب الكيميائي؛ لكن باستور أثبت ذلك وبيَّن أن أشعة الضوء المستقطب لا تدور
كما يحدث في حمض الطرطريك؛ ولكن كان تركيبهما الكيميائي الهيكلي مختلف، لذا مع
تجربة أخرى قام بها تبيًن أهمية التركيب
الكيميائي الهيكلي، وتم تأسيس الكيمياء الهيكلية.البسترة:
أثبت باستور أن نمو الكائنات الحية الدقيقة في سوائل الأغذية هو ما يؤدى إلى تخمر الأغذية، وأن نمو هذه الكائنات لا يعود إلى العدم أو أنها تتولد ذاتيًا؛ بل بسبب تماس السوائل المغذية مع السطح الخارجي كالهواء مثلًا يؤدى إلى تولد هذه الكائنات الدقيقة، وأيضًا تخمر الحليب والنبيذ والبيرة بسبب بعض الجراثيم التي تتولد فيها، فقام بإيجاد عملية تقوم بتسخين السوائل المغذية للقضاء على أغلب العفن والبكتيريا الممكنة والكائنات الدقيقة التي تسبب التخمر والعفن، و سميت هذه العملية الناجحة باسم البسترة نسبةً إلى اسمه لويس باستور عام 1862م.نظرية الجراثيم:
اكتشف باستور هو وبعض من العلماء أن أساس الأمراض هي النشاطات الحيوية للجراثيم والأجسام الدقيقة (وهي النظرية المعتمدة في عصرنا الحالي).بعض اللقاحات و الأدوية التي اخترعها:
في عام 1877م بدأ بدراسة تأثير الجراثيم على أحداث الأمراض؛ حيث بدأ بالبحث عن مرض الجمرة الخبيثة واستطاع عزل جرثومة هذا المرض، ثم انتقل إلى مرض كوليرا الدجاج ولاحظ مع الاختبارات والتجارب التي امتدت لشهور أن حقن المستنبتات الجرثومية القديمة أو المُضعَّفة لهذا المرض تكسب الدجاجة مناعةً من هذا المرض، وقد تسبب هذه الطريقة أعراضًا خفيفة فقط للدجاج.و استمر
باستور في تطوير نظرية الجراثيم ومحاولة اختراع لقاحات لأمراض كثيرة؛ ولكنه ركز
على داء الكلب، حيث أنه كان مرضًا مخيفًا آنذاك؛ و لكن باستور قام بعدة من الأبحاث
والتجارب على الحيوانات مثل القرود والأرانب، وقام بأول تجربة عملية على إنسان حيث
كان فتىً صغيرًا في التاسعة من عمره يدعى جوزيف ميستر مصابًا بداء الكلب، وكانت
نجاته شبه معدومة؛ و لكن بفضل لقاح باستور تعافى الصبي ونجا من المرض، وانتشر
الخبر بسرعة فتم تأسيس معهد باستور في باريس بشكل رسمي عام 1888م وهو من أهم معاهد
دراسة العلوم الطبية الحيوية في العالم.
وفاته:
بعدما أصيب باستور بشلل نصفى عام 1868م لم يوقفه ذلك من اكتشافاته؛ بل استمر في الاختراع والأبحاث حتى توفيَّ عام 1895م في مدينة باريس جراء مضاعفات لسلسة من السكتات الدماغية.المصادر:
https://www.arageek.com/bio/louis-pasteur
لا يوجد تعليقات
أضف تعليق